عشرة مفاهيم خاطئة شائعة حول التحفيز العميق للدماغ

علق الفارابي ذات مرة قائلاً، "يجب أولاً معرفة الحقيقة إذا كنت تعرف الحقيقة فيمكنك أيضًا معرفة الباطل، ولكن إذا كنت تعرف الباطل أولاً فلن تصل إلى الحقيقة"

تقنية التحفيز العميق للدماغ طريقة تهدف إلى تخفيف أعراض المرض عن طريق إيصال التيارات الكهربائية إلى مناطق محددة في الدماغ باستخدام أقطاب رفيعة ويتم استخدامها الآن بنجاح في علاج اضطرابات الحركة مثل مرض الباركنسون والرعاش الأساسي وخلل التوتر العضلي. ما المفاهيم الخاطئة التي تحيط بمرض الباركنسون واضطرابات الحركة والتحفيز العميق للدماغ؟ في الأسبوع المقبل دعونا نتناول سوء الفهم الشائع بناءً على استفساراتكم.

* مرض الباركنسون يصيب كبار السن فقط. خطأ*

بينما يتجلى مرض الباركنسون عادةً بعد سن الستين عامًا، إلا أن أقلية كبيرة، ما يقرب من 5 إلى 10٪ من المرضى يبدؤون في الشعور بالأعراض في سن ما بين 20 و50 عامًا. وفي الحالات التي يحدث فيها ظهور المرض في سن أصغر، تلعب العوامل الوراثية دورًا محوريًا وتستدعي التحقيق الدقيق. يُواجه الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بمرض الباركنسون، وخاصة إذا كان أحد الوالدين أو أحد الأشقاء مصابًا بالمرض، خطرًا متزايدًا للإصابة به. عادةً ما يبدأ مرض الباركنسون الموروث في سن أصغر ويؤثر على حوالي 5٪ من جميع مرضى الباركنسون.

* أي ارتعاش في اليد هو أحد أعراض مرض الباركنسون، خطأ*

يعتبر ارتعاش اليد أحد أعراض مرض الباركنسون، ومع ذلك، ليس من الصحيح القول بأن أي شخص يعاني من ارتعاش في اليد مصاب بمرض الباركنسون. في مرض الباركنسون، يحدث الرعاش عادةً في وقت الراحة كما هو الحال عند استراحة الذراعين أو تعليقهما على الجانبين أثناء المشي. عندما يُطلب من المرضى المصابين بهذه الرعاش رفع أذرعهم، يتوقف الرعاش. حيث يمكن أن تشير بعض السمات، مثل الرعاش من جانب واحد يشبه "عد النقود" وبطء الحركة وعدم تأرجح الذراع أثناء المشي ووضعية الانحناء إلى الأمام وجمود في تعابير الوجه ("وجه القناع") والخطوات الصغيرة وتراجع النظر، إلى المراحل المبكرة لمرض الباركنسون وتستدعي استشارة طبيب أعصاب متخصص في اضطرابات الحركة وخاصة المرضى المسنين.

* لا يمكن إجراء التحفيز العميق للدماغ لمرضى المسنين، خطأ*

لا يتم تحديد ملائمة المريض لجراحة التحفيز العميق للدماغ وفقاً للعمر وحده، حيث يتم النظر في عوامل مختلفة بما في ذلك استجابة الدواء والحالة العقلية وتشريح الدماغ في عملية صنع القرار. من الضروري تقييم ما إذا كان المريض سيستفيد من التحفيز العميق للدماغ، سواء كان مرشحًا مناسبًا بالإضافة إلي وجود علاجات بديلة. فكما أنه من الممكن التوصية بالجراحة وإجرائها لمريض يبلغ من العمر 85 عامًا ويستوفي هذه الشروط وليس لديه أي عوائق أمام الجراحة، فمن الممكن أيضًا عدم التوصية بإجراء الجراحة لمريض يبلغ من العمر 60 عامًا ولا يستوفي هذه الشروط. بالطبع، حتى إذا أوصي بالجراحة، سيخضع المريض لتقييم من قبل أخصائيي التخدير وأمراض القلب لمعرفة ما إذا كان بإمكانه الخضوع للجراحة أم لا. ومع ذلك بما أن هذه الجراحات تتم تحت التخدير الموضعي والتحدث إلى المريض، وفي المرحلة الأخيرة يتم تخدير المريض لمدة نصف ساعة تقريبًا أثناء تركيب محفز الدماغ، إذا لم تكن هناك أي عوائق كبيرة، يُسمح للمريض عادةً بإجراء الجراحة حتى لو أنهم كانوا كبار السن.

* إنجاب الأطفال بعد جراحة التحفيز العميق للدماغ أمر مستحيل، خطأ*

في الأساس، يمكن القول أن التحفيز العميق للدماغ لا يشكل أي عوائق أمام الإنجاب. يمكن للأشخاص الذين لم يتلقوا استجابة كافية من العلاج الطبي ولكنهم استعادوا صحتهم بفضل علاج التحفيز العميق للدماغ، إنجاب الأطفال مع متابعة دقيقة.

* لا يمكن تطبيق أي علاج آخر على المريض في المستقبل بعد التحفيز العميق للدماغ، خطأ*

إن التحفيز العميق للدماغ هو تقنية قابلة للتحكم والبرمجة والتعديل. إذا لزم الأمر، يمكن تغيير الإعدادات الكهربائية أو تقليلها أو إيقاف تشغيل أو إزالة محفز الدماغ. لا يوجد ضرر في تطبيق علاجات جديدة على المريض في العديد من الحالات، بما في ذلك تطوير طريقة علاج أكثر فعالية في المستقبل.

يشعر المرضى بالألم أثناء جراحة التحفيز العميق للدماغ، خطأ*

أثناء إجراء جراحة التحفيز العميق للدماغ، والتي يتم إجراؤها باستخدام التخدير الموضعي ومبدأ التحدث مع المريض، يشعر المرضى فقط بألم ما مجموعه 6 حقن، بينما يتم إبقاء المرضى مستيقظين أثناء الجراحة، تتم مراقبة الأنشطة الكهربائية للخلايا في الدماغ المسؤولة عن المرض ويمكن إنشاء الخرائط الفسيولوجية لأدمغة المرضى من خلال ملاحظة استجاباتهم للمنبهات منخفضة التيار. تتم الجراحة بدون ألم مع إبقاء المريض في وعيه الكامل والتحدث معه.

* يمنع ممارسة الرياضة بعد الجراحة، خطأ*

لا يوجد تغيير في الحياة اليومية الطبيعية للمرضى الذين خضعوا لعملية التحفيز العميق للدماغ. يمكن للمرضى ممارسة العديد من الرياضات، بما في ذلك السباحة والتنس والجري وركوب الدراجات باستثناء الرياضات العنيفة التي يمكن أن تسبب في إصابة في الرأس.

* لا يستفيد المرضى الذين خضعوا لعملية التحفيز العميق للدماغ من طرق التصوير الطبي، خطأ*

تسمح تقنية اليوم، في المراكز ذات المعرفة الكافية والمعدات، بإجراء جميع أنواع عمليات التصوير بالرنين المغناطيسي للمرضى بالإعدادات المناسبة.

* المحفزات الدماغية قصيرة العمر وتحتاج إلى التغيير بشكل متكرر، خطأ*

في الماضي، تم استخدام المحفزات الدماغية غير القابلة لإعادة الشحن وكان متوسط عمرها في مرضى باركنسون من 4-6 سنوات. قد تكون هذه الفترة أقصر في مرضى خلل التوتر العضلي الذين يحتاجون إلى تيار كهربائي أعلى. أدت التطورات التقنية الحديثة إلى ظهور محفزات دماغية قابلة لإعادة الشحن وتدوم حتى 20-25 عامًا إلى جانب أجهزة قادرة على تعديل اتجاه التيار وكثافته. لا تعمل هذه الابتكارات على تحسين نجاح العلاج فحسب وإنما أيضًا تلغي الحاجة إلى عمليات استبدال المحفزات الدماغية المتكررة.